بسم الله الرحمن الرحيمِ
- الشهيد الحواري "الزبير بن العوام":
أمه "صفية بنت عبد المطلب" عمة رسول الله- صلى الله عليه وسلم.. أسلم في شبابه رغم تعذيبه من عمه "نوفل بن خويلد" وأمه "صفية"، وكان ثابتًا لعقيدته وصابر محتسبًا رغم قسوة وتعذيب أمه له، واختاره الرسول كاتبًا من كتاب وحي السماء، وأبلى بلاءً عظيمًا في غزوة بدر وفي غزوة أحد.. جعل جسده درعًا يقي النبي- صلى الله عليه وسلم- من سهام المشركين، وقال- صلى الله عليه وسلم- على ملإٍ من جنود الحق: إن لكل نبي حواريًّا، وحواريي "الزبير"، وشاهد الغزوات كلها مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وكان من العشرة المبشرين بالجنة، وشارك في حروب الردة، وترك معركة الفتنة (الجمل)، وغادر أرض المعركة راجعًا إلى المدينة، فكان بوادي السباع، فقتله نفر من السبئيين- من قتلة "عثمان"- وهو ساجد لله، وقطعوا رأسه ليقدموها لـ"علي بن أبي طالب"، فصرخ وهو يقول: "قاتِل بن صفية في النار"، ورددها كثيرًا، فكان شهيدًا حواريًّا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم.
2- الشهيد الفياض "طلحة بن عبيد الله":
في أثناء رحلته في الشام التقى راهبًا في صومعته في سوق (بصرى)، وقال له: "إن أحمد هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخر الأنبياء، فإياك أن تسبق إليه"، فذهب إلى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأعلن شهادته وإسلامه، وشهد الغزوات كلها مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وسماه الرسول في غزوة العسرة "طلحة الفياض" لكثرة ما بذل مالاً ونفسًا، وقال- صلى الله عليه وسلم- لأعرابي يسأله عمن قضى نحبه، فأشار الرسول إلى طلحة: "هذا ممن قضى نحبه"، وكان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وشارك في حروب الردة والفرس والروم، وندم على دخوله معركة الفتنة، فرماه "ابن الحكم" لإشعال لهيب الحرب باسم دم "عثمان"، وألقى سلاحه دون حرب "علي"- كرم الله وجهه.
قال "علي": "لقد سمعت بأذني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "طلحة والزبير جاراي في الجنة".
3- الشهيد الأسد "حمزة بن عبد المطلب":
عم الرسول- صلى الله عليه وسلم.. جاء إسلامه بحبه للرسول عندما علم أن "أبا الحكم بن هشام" يؤذيه ويسبه، فذهب إليه رافعًا قوسه وضربه بها فشج رأسه وقال: "أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فرد علي ذلك إن استطعت"، وبعد ذلك وقف على باب الرسول، وأقبل عليه الرسول يحدثه حديث السماء حتى قال: "أشهد أنك الصادق شهادة الصدق"، وخرج للمبارزة في غزوة بدر وقتل "عتبة بن ربيعة"، وفي غزوة أحد استشهد برمح "الوحشي" غدرًا، وبقر بطنه، ومثل به، فجذع أنفه وأذناه، فقال- صلى الله عليه وسلم: "جاءني "جبريل" فأخبرني أن "حمزة" مكتوب في السماوات السبع "حمزة بن عبدالمطلب" أسد الله ورسوله".
4- الشهيد العائذ "عبدالله بن الزبير":
هو ابن فارس رسول الله وحواريه، وحمامة المسجد؛ لتعلقه بالمسجد، خرج مع أبيه للحرب في ميدان اليرموك وخرج معه أيضًا في إفريقيا، وغزا مع الجيش مدينة "قيصر" في عهد "معاوية"، وطلب منه بيعة "يزيد" فرفض، فحوصر، وتعرض للقتل، فخرج خفية يعوذ ببيت الله الحرام بمكة، وفي عهد "عبدالملك بن مروان" قاتله جيش "الحجاج بن يوسف الثقفي" وقطعوا رأسه وصلبوا جسمه شهيدًا في الحق.
5- الشهيد الأشعث "مصعب بن عمير":
أسلم وهو فتى.. عذبه أهله وحبسوه وكبلوه في سلاسل، وهاجر مع إخوانه إلى الحبشة، وبعد العقبة الأولى أرسله الرسول إلى المدينة يُفقهُّم في القرآن وقواعد الدين حتى ظهر الإسلام في دور الأنصار جميعًا، وشارك في معركة بدر، وفي معركة أحد حمل لواء المسلمين، وأقبل "ابن قميئة" من فرسان قريش فضرب يده اليمنى فقطعها، فأخذ اللواء بيده اليسرى، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحمله بعضديه فقتله بالرمح وسقط اللواء، فرآه الرسول- صلى الله عليه وسلم- فقال: "لقد رأيتك بحلة وما بها أحد أرق حلة ولا أحسن لمة منك، ثم أنت شعث الرأس في بردة"، فكان "الشهيد الأشعث".
6- الشهيد الحبيب "زيد بن حارثة":
وهو غلام اختطفه رجال بني القيسي، وعرضوه للبيع في سوق عكاظ؛ حيث اشتراه "حكيم بن حزام" لعمته "خديجة"، فلما تزوجها الرسول- صلى الله عليه وسلم- وهبته له، فلما علم أبوه أسرع هو وأخوه ومعهم الفداء ليردوا زيدًا، فعرض عليهم الرسول الخيار لزيد، فاختار زيد الرسول- صلى الله عليه وسلم- عندئذ أعلن الرسول في الكعبة: "يا من حضر اشهدوا أن زيدًا ابني أرثه ويرثني"، وهذا قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام كان أول من أسلم وتبادل الحب بينه وبين الرسول- صلى الله عليه وسلم- وشهد معه بدرًا وغزوة أحد والخندق والحديبية وخيبر وحنين، وزوجه الرسول بمولاته "أم أيمن"، فولدت له "أسامة".
زوجه الرسول "زينب بنت جحش" ابنة عمته، فلما طلقها تزوجها الرسول لبطلان التبني، وسلمه الرسول اللواء في غزوة (مؤتة) لحرب الروم، وقدمه على بقية الأمراء، فاستشهد في المعركة، فحزن الرسول، فتقدم "سعد بن معاذ" مشفقًا عليه، فقال: ما هذا يا رسول الله؟ فقال: "هذا شوق الحبيب إلى الحبيب".
7- الشهيد الطيار "جعفر بن أبي طالب":
أسلم "جعفر" قبل أن يدخل الرسول دار الأرقم، وأصيب من أذى الكفار، وكان أمير المهاجرين إلى الحبشة، وواجه ملك الحبشة العادل عندما أرادت قريش الوقيعة بينه وبين المهاجرين، واقتنع ملك الحبشة بأن الإسلام والذي جاء به "عيسى" يخرج من مشكاة واحدة، وبعد عودته إلى المدينة خرج لحرب الروم في (مؤتة) خلف "زيد بن الحارثة"، بعد ما استشهد، فاستلم الراية "جعفر" وقاتل بشدة وببسالة حتى قطعت يمينه بضربة سيف، فحمل الراية بشماله، فقطعت شماله، فحمل الراية بعضديه حتى استشهد، قال- صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيته في الجنة له جناحان مضرجان بالدماء، مصبوغ القوادم".
8- الشهيد الشاعر "عبدالله بن رواحة":
هو شاعر وكاتب شهير بين قبائل العرب، عند العقبة كان من بين الذين بايعوا الرسول، كان من بين النقباء الذين اختارهم الرسول للناس في المدينة، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وخيبر، وأشاع بشعره الرهيب الخوف في قلوب اليهود جميعًا بعد قتله "أسيد بن قرام اليهودي" قبل فتح خيبر، واشترك في مؤتة، فحمل الراية بعد استشهاد "جعفر"، وظل يقاتل حتى استشهد.
9- شهيد السماء "سعد بن معاذ":
سيد الأوس أسلم بدعوة "مصعب بن عمير" له وشهد بدرًا وأُحدًا.
في غزوة الخندق رماه اليهودي "جهان بن قيس بن العرقة" بسهم قطع منه الأكحل، وبعد النصر اختير حكمًا على يهود بني قريظة الخائنين، فحكم بقتل الرجال وتقسيم الأموال وسبي الزراري والنساء، ثم مات شهيدًا بهذا السهم، وعند دفنه تغير وجه الرسول وقال: "تضايق على صاحبكم قبره، وضمه ضمة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد".
10- الشهيد القارئ "سعد بن عبيد":
كان له دور في نشر رسالة التوحيد، وأقام مسجد قباء هو والأنصار، فأطلق عليه الرسول اسم "القارئ"، ثم أقره على الإمامة بمسجد قباء.
شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية ومؤتة، وحضر الفتح وحنين والطائف وتبوك، واشترك في حرب المرتدين، واستشهد في حرب الفرس بقيادة "سعد بن أبي وقاص".