الرأي الاخر
قوي سياسية تحذر من جمعة الخطر
الإخوان تقاطع.. السلفيون يحذرون.. والعوا.. يخشي الانفلات
كتب - سيد صالح وهانى عزت ومحمد على عنز:
اعتبرت قوي سياسية أن جمعة الغضب الثانية التي دعا إليها البعض يوم غد هي محاولة لضرب الاستقرار والتخريب, والوقيعة بين الشعب والجيش وبدا ذلك جليا في قرار12 ائتلافا وحركةسياسية عدم المشاركة في مظاهرات جمعة الغضب الثانية, وطالبت جميع المصريين بعدم المشاركة فيها لخطورتها البالغة علي ثورة25 يناير, وعلي مستقبل مصر, وأصدر هذه الجهات بيانا أكدت فيه أنها لن تكون جمعة غضب, ولكنها ستكون جمعة الخطر علي مصر, لاسيما أن الدعوة للتظاهر تضمنت دعوات لتخريب منطقة وسط البلد, ودعوات لتشكيل مجلس رئاسي مدني في ميدان التحرير, ودعوات لاختيار كل قيادات القوات المسلحة بالانتخاب, كما رفضها التيار الديني ممثلا في السلفيين الذين تداولت مواقع الإنترنت رفضهم للمظاهرات. وحذرت مجموعة من السلفيين من مشاركة الشعب في مظاهرة الغد من خلال صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بعنوان منهج السلف الصالح, وصفحة أسفين يا أمن الدولة, وقالت إن مظاهرات27 مايو سيقوم بها العلمانيون والليبراليون مع أن السلفيين أوضحوا أن كل هذه المطالب في ظاهرها عادلة إلا انهم أعلنوا رفضهم مبررين ذلك بأن الحكومة المؤقتة برئاسة الدكتور عصام شرف لن تستطيع تحقيق كل هذه المطالب في هذا الوقت القصير, خاصة أن شرف مطالب بإصلاح ما أفسده النظام السابق خلال30 عاما.
ويتفق معهم في رفض مظاهرة غد جماعة الإخوان المسلمين, وغيرهم كثيرون من الناشطين السياسيين ودعا الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لعدم الخروج في هذه المظاهرات, مشيرا إلي أن الغضب يحرق الزمان والمكان, ونحن نحتاج إلي بناء بلدنا وحمايتها لا إلي هدمها وحرقها, وأن لكل صاحب مطلب الحق في اقتضائه بالطرق المشروعة, فقد نجحت الثورة في اسقاط أعتي النظم في المنطقة, ولا يعقل أن نهدر انجازاتها بمشاعر منفلتة لا يضبطها ضابط, ولا أن نخضع لمثيري الفتنة محرقة الذين يحاولون الوقيعة بين المجلس الأعلي للقوات المسلحة, وبين الشعب من ناحية وبين الحكومة والشعب من ناحية أخري, لأغراض أقلها أن تبقي البلاد غير مستقرة, وغير قادرة علي تجاوز أزمتها الاقتصادية, وأخطرها أن تبقي الفتنة محرقة للأخضر واليابس, فلا يستقر الوطن أبدا.
وبشكل عام, يرفض الدكتور عصام النظامي عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة, مظاهرات جمعة الغضب الثانية كما يسميها الداعون إليها, لعدم وجود سبب قومي ووطني يستوجب التظاهر.
والحال كذلك, يتفق معه المستشار أحمد الخطيب الأمين العام المساعد لائتلاف الوعي المصري العربي حيث يري أن المظاهرات المليونية تنهك الدولة, وأن ميدان التحرير أصبح بعد الثورة مرآة للوضع السياسي في مصر, واستمرار التظاهر فيه يحقق مظاهر سلبية تؤثر علي السياحة, والاستثمار, والاقتصاد, ويعطل حركة التنمية في وقت نحن في حاجة ماسة إلي العمل والإنتاج, للشعور بمكتسبات الثورة ولا ينبغي بأي حال أن نتظاهر إلا إذا كان هناك أمر يستحق هذه التظاهرات, كما أن الصراع مع الجيش ليس مطلوبا, كما أنه لا يعقل أن يشكك الناس في كل مؤسسات الدولة, خاصة المؤسسة العسكرية التي حمت الثورة, وحافظت عليها.
من ناحيتها قررت جماعة الإخوان المسلمين ـ رسميا ـ عدم المشاركة في جمعة الغضب الثانية غدا.
وأكدت الجماعة, في بيان, أنها تنظر بقلق شديد إلي الدعوة الخاصة بفعالية الجمعة التي تمت تحت عنوان الثورة الثانية أو ثورة الغضب, وتساءلت: لمن يوجه الغضب الآن؟ ومن يتم تثوير الشعب ضده الآن؟
واعتبرت الدعوة إلي فعالية جديدة باسم ثورة الغضب أو الثورة الثانية بأنها لا تعني إلا أحد أمرين, الأول إما أنها ثورة ضد الشعب أو أغلبيته الواضحة, والثاني أنها وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقيادتها الممثلة في المجلس الأعلي.
ودعت كل القوي الحية والشعب المصري إلي العمل بكل قوة علي وأد أي وقيعة أو فتنة سواء بين صفوفه أو بينه وبين قواته المسلحة, وعدم المشاركة في هذه الفعالية. وأن تكون مشاركة الشعب في فعاليات واضحة الهدف من أجل حماية مطالبه واستكمال تحقيق أهداف ثورة25 يناير المباركة.
ومن جانبه, حذر الشيخ محمد عبدالمقصود أحد رموز التيار السلفي من المشاركة في مظاهرات جمعة الغضب الثانية غدا, واعتبرها التفافا علي إرادة الشعب, وستؤدي الي احتراق البلد. واتفق معه الدكتور ياسر برهامي أحد رموز الدعوة السلفية بالاسكندرية, مشيرا الي الاستمرار في المطالب المشروعة بالطرق الإعلامية والقضائية, وقال إن اللجوء الي المظاهرات المسماة بالمليونية, وكذا الاعتصامات والاضرابات وقطع المرور, في كل مطلب يعرض استقرار البلاد للخطر, ويشجع كل الطوائف علي اتباع نفس الأسلوب المعطل للانتاج, ولمصالح المواطنين.
وأكد أن المطالبة بتنحي المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتكوين مجلس رئاسي مدني, سيؤدي الي عدم استقرار البلاد ويعرضها لأعظم الأخطار, ويدفعها الي جو من الاحتقان الطائفي والسياسي, والاضطراب الاقتصادي, مشيرا الي ان الموقف المشرف للقوات المسلحة أثناء الثورة هو العامل الأساسي في نجاحها, وتجنيب البلاد خراب الحرب الأهلية التي نشهدها في البلاد المجاورة.