شباب النهضة
اسرة النهضة للدعم الطلابي والتنمية البشرية بكلية الطب جامعة المنصورة ترحب بكم
انت الان غير مسجل ولا تستطيع مشاهدة محتوى المنتدي
يرجى التسجيل
شباب النهضة
اسرة النهضة للدعم الطلابي والتنمية البشرية بكلية الطب جامعة المنصورة ترحب بكم
انت الان غير مسجل ولا تستطيع مشاهدة محتوى المنتدي
يرجى التسجيل
شباب النهضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب النهضة

اسرة النهضة طلبة طب المنصورة للدعم الطلابى والتنمية البشرية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منـــــــتـــــــــــــدى الــــــــنـــــــــهــــــــــــضــــــــــــــة للتــــــــنـــــــمـــــــــــيــــــــة البـــــــــشــــــــــــرية يرحب بــكــم
رسالة دكتورة دينا الطنطاوي من بيت الله الحرام:السلام عليكم احبابى شباب النهضه... ابعث لكم رسالتى هذه من امام الحرم الشريف بمكه المكرمه حيث رزقنى الله نعمه زياره بيته الحرام ..ولله انها اجمل رحله رزقكم الله بها جميعا.. ادعو الله لكم بكل خير وبالتوفيق والسداد ولك منى يادكتور محمد دعاء خاص على صبرك وتحملك مسئوليه المنتدى
محمد أشرف الأعراب والعجم** محمدخيـر من يمشي على قــــدم** محمــد باسط المعروف جامعه** ‍ ‍ محمـد صاحب الإحســان والكــــرم** محمــد تاج رسل الله قاطبــــة** ‍ ‍ محمـــــــد صــــــادق الأقوال والكلـــم** محمــــــد ثابت الميثاق حافظــه** ‍ محمــــد طيــب الأخــلاق والشيــــم** محمـــد رُوِيَت بالنور طينتُــــهُ** ‍ ‍ محمــــد لم يــــزل نــــــوراً من القِدم** محمــــد حاكم بالعدل ذو شرفٍ** ‍ ‍ محمـــــد معــــدن الأنعام والحكــــــم** محمد خير خلق الله من مضـــــر** ‍ ‍ محمــــد خيـــر رســـــل الله كلهـــــم** محمــــــد دينه حـــق نديـــن بـــه** ‍ ‍ محمــــــــد مجمــــلاً حقاً على علــــم** محمـــد ذكـــره روح لأنفسنــــــــا** ‍ ‍ محمد شكره فــــرض على الأمــــم** محمد زينة الدنيا وبهجتهـــــــــــا** ‍ ‍ محمــــــــد كاشــــــف الغمات والظلم** محمــــد سيـــــــد طابت مناقبـــــه** ‍ محمــــد صاغه الرحمــــــن بالنعـــــم** محمــــد صفـــوة الباري وخيرتـــــه** ‍ ‍ محمــــد طاهـــــــر من سائر التهـــم** محمـــد ضاحــــك للضيف مكرمــــه** ‍ ‍ محمـــــــــد جـــــــاره والله لم يضـــم** محمــــد طابـــــت الدنيــــا ببعثتــــه** ‍ ‍ محمـــــد جـــاء بالآيـــات والحكـــــــم** محمـــــد يوم بعث الناس شــــــــــــافعـنا** محمـــــــد نوره الهادي من الظلــــــــــم** محمــــــــد قائـــــــــــم لله ذو همـــــــــم** ‍ ‍ محمـــــــد خاتـــــــم للرســــــل كلهــــم** مولاي صل وسلم دائما أبدا** على حبيبك خير الخلق كلهم** يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا** واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم**
اللهم اجعل لأهل سوريا فرجا و مخرجا ،اللهم احقن دماءهم ، و احفظ أعراضهم ، و آمنهم في و طنهم ، اللهم اكشف عنهم البلاء اللهم قاتل الظلمة المتجبرين ، يا جبار يا قهار قاتل المتجبرين الفجار ، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر ، و أرح البلاد و العباد منهم يا عزيز ،اللهم و الطف بعبادك المسلمين في كل مكان يا رحيم يا رحمن ، اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين ، و أعلِ بفضلك رايتي الحق و الدين ، اللهم كن لأهل السنة يا ذا القوة و المنة ، اللهم و أنعم علينا بالأمن و الأمان يا لطيف يا منان ، و الحمد لله رب العالمين .
اللهم إنا نسألك و نتوسل إليك بأسمائك الحسنى و بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك نسألك اللهم أن تصلي و تسلم و تبارك على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ونسألك يا الله يا غياث المستغيثين ويا أمان الخائفين أن تغيث أهل سوريا اللهم أغث أهل سوريا .. اللهم أغث أهل سوريا.. اللهم أغث أهل سوريا اللهم .. اكشف عنهم الكرب.. اللهم عجّل بالفـرج.. اللهم ألف بين قلوبهم .. اللهم وحد كلمتهم على الحق يارب العالمين ... يا ذا الجلال والإكرام.. يا حي يا قيوم ياودود يا ودود... يا ذا العرش المجيد... يا مبدئ يا معيد...يا فعالا لما يريد... نسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ونسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك.. نسألك اللهم أن ترحم أهل سوريا .. اللهم مدهم بممدك .. اللهم ظللهم بالغمام اللهم وظللهم بملائكتك ورحمتك .. اللهم وظللهم بعفوك وعنايتك .. اللهم اشدد ازرهم ..واربط على قلوبهم ...اللهم وأنزل عليهم دفئا وسلاما وأمنا وأمانا.. اللهم وأنزل عليهم صبراً وثبت أقدامهم وانصرهم على القوم الظالمين .. اللهم اجعل فى قلوبهم نورا وفى سمعهم نورا من فوقهم نورا ومن تحتهم نورا وعن يمينهم نورا وعن شمالهم نورا.. يالله يالله يالله ياقوي ياعزيز ياناصر المستضعفين ياولي المؤمنين نسألك برحمتك وعفوك وكرمك وجودك وإحسانك أن تتقبل شهدائهم وأن تشفي مرضاهم اللهم ارحم الأمهات الثكالى والزوجات الأرامل والشيوخ الركع والأطفال اليتامى من لهم إلا أنت .. من ناصرهم إلا أنت .. من رحيمهم إلا أنت .. من وكيلهم إلا أنت .. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم اللهم مزقهم كل ممزق اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا اللهم وألق الرعب في قلوبهم اللهم وأخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين منصورين إنك على كل شئ قدير و بالاجابة جدير اللهم هاهم أهل سوريا قد خرجوا طالبين نصرتك وعونك ومددك وفرجك وعفوك اللهم لا تخيب لهم رجاء اللهم لا تقفل أبوابك دونهم اللهم كن لهم ولاتكن عليهم برحتمك وجودك وكرمك ياأرحم الراحمين اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان ولاحول ولاقوة لنا ولهم إلا بك اللهم صل على محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وصل على محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومدادكلماتك

 

 حقوق الإنسان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محب السنة
عضو جديد
عضو جديد
محب السنة


عدد الرسائل : 13
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 14/12/2009

حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالإثنين 22 فبراير 2010 - 21:12

حقوق الإنسان في الفكر الغربي


تظفر قضية حقوق الإنسان ، بأهمية كبرى في العصر الحديث ، على مستوى الشعوب والدول والمنظمات الدولية .
ويعد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في10 / 12 / 1948 م ، تتويجا لحضارة الغرب ، ولجهود المفكرين والمصلحين فيه في العصر الحديث .
وقد صدر الميثاق بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بسنوات قليلة ، تعبيرا عن الرغبة في وحدة البشرية ، ووحدة حقوق الإنسان ، في المجتمع الدولي ، الذي قاسى من ويلات الحرب .
وكان تناسي حقوق الإنسان ، أو إهمالها ، قد أفضى إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني ، كما ورد في الميثاق .
ولذلك ، دعا في مقدمته إلى توطيد احترام الإنسان وحرياته ، والعمل عن طريق التربية والتعليم ، واتخاذ إجراءات قومية وعالمية ؛ لضمان الاعتراف بحقوق الإنسان ، ومراعاتها بصورة فعالة ، بين الدول الأعضاء في المنظمة العالمية ، وكذلك بين الشعوب الخاضعة لسلطانها .
لقد توج الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ، جهودا كثيرة لمفكرين وفلاسفة من الغرب .

وترجع هذه الجهود إلى القرن الثالث عشر الميلادي ، حينما صدرت الماجنا كارتا سنة 1215م في إنجلترا ، التي اكتسب الشعب الإنجليزي بمقتضاها ، حقه في تجنب المظالم المالية ، التي كانت توقعها به السلطة وقتذاك .
وقد تضمنت وثيقة إعلان الاستقلال الأمريكي سنة 1776م ما يعد من حقوق الإنسان ، بتأكيدها على الحق في الحياة والحرية والمساواة .
وأصدرت الثورة الفرنسية وثيقة إعلان حقوق الإنسان في 26 / 8 / 1789م ، وهي تعد إعلانا عن هذه الحقوق . وهكذا سبقت هذه المواثيق ، الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ، الذي يعد خطوة هامة وحاسمة ، بعد جهود المفكرين والفلاسفة الأوروبيين لعدة قرون ، والتي استهدفت حماية الشعوب من المعاناة والآلام ، التي كانت ترزأ تحتها من السلطات الإدارية والدينية في أوروبا ، خلال عصور الظلام ، وبدايات عصر النهضة الأوروبية .
تلك المعاناة التي ترجع إلى استبداد الحكم الإقطاعي ورجال الكنيسة ، واندفاع الكنيسة إلى محاربة كل الاتجاهات الفكرية ، التي تسعى إلى تحرير عقل الإنسان ونفسه .
وهذه العوامل كلها ، لم يكن لها وجود في الإسلام ، عقيدة وشريعة ، أو حضارة .
وثمة مسألة ، ينبغي ذكرها ، وهى أن فكرة حقوق الإنسان هذه ، التي نشأت في داخل القارة الأوروبية ، استخدمت في تحرير الإنسان الأوروبي من طغيان السلطة ورجال الكنيسة ، ولم تمتد هذه الفكرة ، لتشمل بالحماية شعوبا بأكملها ، خضعت للاستعمار الأوروبي في العصر الحديث ، بل لاقت منه من المظالم والاستبداد ، كل ما يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان .
إن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ، والذي يربط البعض بينه وبين ميثاق الأمم المتحدة ، قد ركز النظر على حقوق الإنسان على المستوى الدولي .
ولم تصبح هذه القضية في كل دولة ، خاضعة لاعتبارات السيادة الوطنية ، بل امتزج الاعتراف بهذه الحقوق وممارساتها بطابع دولي ، ولم تعد علاقة الدولة بالفرد خارجة عن إطار القانون الدولي ، ولا تهم سوى القانون الداخلي .
بل أصبح لها ، طابعها الدولي المميز ، والذي جعل موضوع حقوق الإنسان يخرج من إطار النسبية الزمانية والمكانية ، التي كانت تستغل من جانب النظم الاستبدادية ، كالنازية والفاشية والنظم الماركسية ، في إهدار كرامة الأفراد ، كما استغلت من جانب الدول الاستعمارية ، في التعامل غير الإنساني ، وغير العادل ، مع الشعوب التي كانت خاضعة لسلطانها في العصر الحديثغير أن لذلك الأمر ، وهو الطابع الدولي لحقوق الإنسان ، محاذيره .
فقد أصبح موضوع حقوق الإنسان ، موضوعا متشابكا ومعقدا ، يختلط فيه الفكر بالمواقف ، وأصبح هذا الموضوع ، يشغل العالم في الوقت الحاضر ، وربما لعقود قادمة .
لقد أصبحت قضية حقوق الإنسان الآن ، أحد أسلحة السياسة الخارجية للدول الكبرى ، يبدو ذلك في استخدام قضية حقوق الإنسان ، معيارا في تقديم المساعدات الدولية للدول النامية ، فتحجب هذه المساعدات عن الدول التي تخالف ، أو تتهم بمخالفة حقوق الإنسان ، في نظر الدول القوية .
كما ظهرت فكرة إنشاء وظيفة "مفوض سامي" في الأمم المتحدة ؛ لمراعاة تطبيق مبادئ حقوق الإنسان .
ولا يخفى ما يترتب على تنفيذ ذلك ، من مشكلات في الواقع المعقد لنظام عالمي جديد ، أعلن عن وجوده منذ سنوات ، ولم تتبلور حتى الآن اتجاهاته وقيمه الأساسية وموازينه ، مما يفتح الباب لصور من التدخل غير المسوغ في الشؤون الداخلية للدول ، تحت شعار حقوق الإنسان .

إلى هنا نكتفى....على وعد باكمال هذا الموضوع الشائك الشيق
فى لقاء قادم إن شاء الله
نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب السنة
عضو جديد
عضو جديد
محب السنة


عدد الرسائل : 13
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 14/12/2009

حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالإثنين 22 فبراير 2010 - 21:34

تكلمت معكم فى اللقاء الأول عن نظرة الغرب تجاه قضية حقوق الإنسان
وهاهنا انتقادات موجهة لهذه النظرة نحب أن نلقى الضوء عليها....
نقد النظرة الأوروبية لحقوق الإنسان:
لقد نشأت المدرسة الأوروبية الأولى لحقوق الإنسان ، نشأة سياسية ، خلال القرن الثامن عشر الميلادي ، وكان هدف مفكريها وقادتها ، هو تأكيد الحريات العامة في المجتمع ، وجعلها بعيدة عن متناول السلطة المستبدة ، حتى لا تستطيع إهدارها ، دون جزاء قانوني .
ولذلك ارتبطت حقوق الإنسان في أوروبا ، بموضوع الحريات العامة ، التي كانت تنص عليها الدساتير .
ولم يكن ذلك سديدا ؛ لأن الأنظمة السياسية تختلف ، ومن شأن ذلك ، إضعاف فكرة حقوق الإنسان ، وإضفاء طابع النسبية عليها ، وجعل الحقوق والحريات العامة ، كأنها تمارس ضد السلطة أو رغما عنها .
ولقد ظل توحيد مصطلح الحريات العامة ، مع مصطلح حقوق الإنسان ، فترة طويلة ؛ إذ كان تأكيد الحريات العامة ، وترسيخ مبدأ حصول الفرد عليها في مواجهة السلطة ، هو ما شغل المفكرين ، لا سيما من رجال القانون .
ذلك ؛ لأن بعض هذه الحريات العامة ، مثل حرية الفكر والرأي ، شديدة الاتصال بالسلطة وبالنظام السياسي السائد ، فكان الهدف ، هو أن تتضمن الدساتير نصوصا هذه الحريات ، وضمانات لتطبيقها .
ويرجع ذلك في الأساس ، إلى أن شعوب دول أوروبا على وجه العموم ، كانت تعاني من استبداد السلطة وتحكم رجال الكنيسة .
لقد تطورت المدرسة الأوروبية في حقوق الإنسان ، ناظرة إلى فكرة ( الحق ) في ذاتها .
ومقتضى ذلك ، أن تكون حقوق الإنسان ، هي تلك الحقوق التي يتعين الاعتراف بها للفرد ؛ لمجرد كونه إنسانا ، ولا يشترط أن يكون لها حماية قانونية ، بل العبرة بكونها من حقوق الإنسان ، لا يكون السلطة تمنحها أو تحميها .
وهذا التطور في فكرة حقوق الإنسان ، يبدأ بالانطلاق من فكرة الحق ذاتها ، وهو أساس مغاير لما سبق في نشأة المدرسة الأوروبية في حقوق الإنسان ، التي بدأت النظر في الموضوع ، باعتبار أن حقوق الإنسان ، هي الحريات العامة التي تمارس ضد السلطة .
وهو نظر منتقد أيضا ؛ لأن بعض الحقوق لا يمكن اعتباره حرية من الحريات ، مثل حق الإنسان في التأمين الاجتماعي ، فهذا الحق ليس في معنى الحرية أو غيرها من صور الحريات العامة .
أما في النظر الإسلامي ، فإن تلك الحقوق ينبغي أن تكون عامة ، يتمتع بها الفرد في مواجهة الغير ، وليس في مواجهة السلطة وحدها .
كرامة الإنسان في النظر الإسلامي ، قيمة في ذاتها ، والإنسان يتمتع بها في مواجهة الجميع ، وليس في مواجهة السلطة وحدها .
وقد بدأ الإسلام ، الخطوة الأولى والحاسمة بتحرير الإنسان من كل ما يضعف إرادته الحرة ، في داخل الإنسان نفسه ومن خارجه ، مما سنذكره فيما بعد .
والتطور الذي حدث في المدرسة الأوروبية الحديثة ، قد يتفق مع النظر الإسلامي ، في أن هذه الحقوق تثبت للإنسان بوصفه إنسانا ، وأنها لا تتوقف في وجودها وعدمها ، على تقرير القانون لها ؛ لأنه لا ينشئها .
وإذا كان النظر الوضعي ، يرجع نشأتها إلى أنها تنبثق من ضمير الجماعة ، فإن المسلمين يرجعون استحقاقهم لها ، باعتبارهم آدميين ، إلى إرادة الله سبحانه وتعالى ، وحكمته وتشريعه ، وتفضله عليهم .
والسبب ، في النظر الوضعي الأوروبي إلى مصدر هذه الحقوق ، وأنه ضمير الجماعة ، يرجع إلى الرغبة في الابتعاد عن الدين مصدرا لهذه الحقوق .
ولذلك جعل ضمير الجماعة معبرا عن الرغبة في إعلاء مصدر هذه الحقوق ، دون الاقتراب من المصدر الحقيقي لكافة حقوق الإنسان ، وهو شرع الله تعالى ودينه ، كما هو في النظر الإسلامي .
وهذا لا يتفق مع فكر مئات الملايين من البشر ، الذين يرون أن نسبة حقوق الإنسان وإسنادها إلى الله عز وجل ، أعظم ضمان في الاقتناع والتطبيق العالمي ؛ لأن في ذلك إعلاء ورفعة لشأنها .
إن حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية ، تنبع من فكرة مستقلة عن إرادة البشر ، وعن النسبية الزمانية ، والمكانية ، والمفاهيم المتعددة ، أي معايير التطبيق المختلفة في المجتمعات الإنسانية ، على اختلاف النظم والقوانين .
هي بإيجاز ، من نعم الله- سبحانه وتعالى- على عباده ، جاءت في الشريعة الإسلامية ، في نصوصها ، وأصولها العامة ، وألزمت بها الكافة ، الحاكم والمحكوم ، والدول والشعوب ، وهي ليست سلاحا في يد السلطة ، أو مسوغا لخروج الناس على المجتمع أو الحكام .
والنظر الإسلامي ، يتلافى عيب النسبية الزمانية والمكانية ، ويجعل حقوق الإنسان في مواجهة الكافة ، ويقيم ضمانا لهذه الحقوق ، باعتبار مصدرها ، وذلك أقوى الضمانات عند التطبيق والممارسة .
ومن الخطأ الادعاء بأن قيم حقوق الإنسان في النظر الوضعي ، مثل الحرية والمساواة ، مطلقة لا تتغير بحسب المجتمعات الإنسانية وأحوالها وزمانها ومكانها .
ذلك ، أن مفهوم حقوق الإنسان ، لا يمكن اعتباره مفهوما علميا صارما ، يخضع في التقويم لمعايير واحدة ، في كل المجتمعات على اختلاف الزمان والمكان والظروف والأحوال .
وعلى سبيل المثال ، فإن الحق في الحرية والعدالة والمساواة ، وهي حقوق أساسية من حقوق الإنسان في العصر الحديث ، لا تظفر بذات التقدير والوزن في كل المجتمعات ، ولا توضع في نفس الدرجة من حيث الأهمية والأولويات .
فبعض الدول ، تعطي الحرية مفهوما سياسيا ظاهرا ، وبعضها يعطيها مفهوما اجتماعيا أو ثقافيا أو فرديا ، بل يعطيها مفهوما جنسيا ، فيما يطلق عليه الحرية الجنسية ، وهي الفوضى بذاتها .
والمساواة قيمة عليا للإنسان ، تخضع لظروف المصالح المادية وللمفاهيم الاجتماعية .
والعدالة ، تفسر في كثير من الأحيان وفق المصالح والأهواء .
إن مفهوم القيم ، يبدو متغيرا ونسبيا .
ولا يمكن الاتفاق على مفهوم واحد للحرية أو المساواة ، وضوابط هذا المفهوم التي تضمن صحته وبقاءه في التطبيق ، مما يظهر لنا أن الاعتماد في تحديد القيم الإنسانية العليا ومفاهيمها وضوابطها ، ينبغي أن يتجرد من النسبية الزمانية والمكانية .
ونعتقد عن يقين ، أن ذلك لا يتأتى إلا إذا اعتمدنا في ذلك على مصدر تشريعي أسمى وأعلى من قوانين الزمان والمكان والبشر ، يخضع له الإنسان بوصفه إنسانا عن إيمان واقتناع .
فالتجرد من النسبية في موضوع حقوق الإنسان ، لا يتأتى إلا عبر هذا الطريق وحده ، وهو لدى المسلمين ، يتمثل في الشريعة الإسلامية بمصدرها الإلهي ، في أصولها ونصوصها .
ولا ينكر أن ما توصلت إليه المدرسة الحديثة من تطور في فهم حقوق الإنسان ، يعد خطوة على الطريق الذي ألمحنا إليه .
وبمقتضاه ، فإن حقوق الإنسان ، لها مصدر أعلى من التنظيم الاجتماعي ، الذي يأخذ به مجتمع معين في زمن بعينه ، بمقتضى قوانينه وأعرافه وتقاليده ومواريثه الثقافية .
غير أن هذا التجريد في إسناد حقوق الإنسان إلى ضمير الجماعة ، لا يكفي في الوصول إلى العالمية التي تنشدها الإنسانية والتاريخ الإنساني .
يوضح لنا ذلك بجلاء ، أن ضمير الجماعة ، قد قبل في الزمان والمكان ، ما يعد من أبشع المظالم وأكثرها مناقضة لفكرة حقوق الإنسان .

وإن شاء الله نقابلكم غدا ونتمنى أن نقرأ ردودكم حول ما كتب العبد الفقير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالثلاثاء 23 فبراير 2010 - 12:34

متابعين معاك يا دكتور

طبعاً الشريعه الاسلاميه غنيه بهذا
بس تفتكر هما ناس بعيدن عن الاسلام والدين بوجهه العموم
فهل نستطيع ان نطبق عليهم ما يوجد فى اسلامنا العظيم

اعتقد انه فى الفتره الحاليه ، التى تشهد ذل المسلمين وهوانهم
لا نستطيع ان نفرض قوانينا على الجميع
فالسلطه والشريعه فى يد الاقوى والذى يملك الوسائل والمال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب السنة
عضو جديد
عضو جديد
محب السنة


عدد الرسائل : 13
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 14/12/2009

حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالثلاثاء 23 فبراير 2010 - 15:56

أيها اأخ الحبيب...إن تمسكنا بالحق الذى معنا واقتناعنا به ابتداء وتحملنا الأذى فى سبيل تعريف الناس به والدفاع عنه هو السبيل لإقناع هؤلاء بهذا الحق
ذلك أن القلوب بيد الله وحده يصرفها كيف يشاء
لابد من أن نحسن علاقتنا بالله أولا مع الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة وعلم بما ندعو إليه
إن عليك إلا البلاغ أما النتائج فعلى الله سبحانه

إن شاء الله نتحدث بعد ذلك عن حقوق الإنسان فى الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالثلاثاء 23 فبراير 2010 - 23:52

ننتظر حديثك عن تعريفنا بحقوق الانسان فى الاسلام

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dr toota
نائب المدير
نائب المدير
dr toota


عدد الرسائل : 1329
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 04/02/2009

حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالأربعاء 24 فبراير 2010 - 0:29


جزاك الله خيرا يادكتور

احنا منتظرين ان شاء الله باقى الموضوع
علشان نفهم أكتر عن هذه القضيه المهمه
فى وقت كثر فيه الحديث عن حقوق الانسان وتعددت المفاهيم
واختطلت الاوراق
فى انتظار حقوق الانسان فى الاسلام فنحن فى أمس الحاجه لنعرفها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالأربعاء 24 فبراير 2010 - 1:58

الكل منتظر موضوعك يا دكتور احمد

فأين انت ؟؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب السنة
عضو جديد
عضو جديد
محب السنة


عدد الرسائل : 13
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 14/12/2009

حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالأربعاء 24 فبراير 2010 - 5:56



خصائص النظرة الإسلامية لحقوق الإنسان



أولا : موقع الدين في حقوق الإنسان :

من الضروري ، أن نشير ابتداء إلى حقيقة كبرى تخفى على كثير من غير المتخصصين في موضوع الرسالات الإلهية والتشريع الإسلامي على وجه خاص ، بل وقد تلقى هذه القضية عدم الاهتمام أو الإغفال ، من جانب بعض المتخصصين ، لا سيما في دائرة الفكر الغربي بالذات .

إن الدين في الفكر الغربي منذ بداية العصر الحديث ، ينسحب تدريجيا من حياة الفرد والمجتمع ، ويزداد الاقتناع بأن مجاله الوحيد علاقة الإنسان بربه فحسب ، وأن أثره في إصلاح المجتمع أثر هامشي .
وبسبب الظروف التاريخية والسياسية في أوروبا ، في العصور الوسطى ، فقد ساد بعد الثورة الفرنسية سنة 1789 م مبدأ فصل الدين عن الدولة ، ثم بعد ذلك كانت أكبر المحاولات لعزل المجتمع عن الدين ، على يد الماركسية ، التي طبقت في بداية القرن العشرين ( 1917م ) ، وانهارت فكرا وتطبيقا في نهايته .

ويبدو الفكر الغربي تجاه الدين واضحا من تعريف الدين ذاته ، فهناك عشرات التعريفات للدين ، وهي تتسع لكل الآراء التي تحاول إبعاد الدين عن حياة الناس ، أو جعله غامضا في فكرته أمام الفرد .
وذلك مرفوض رفضا قاطعا في الإسلام ، لأسباب واضحة لا حاجة إلى تفصيلها .

وقد أثير الخلاف حول مفهوم الدين في موضوع حقوق الإنسان بالذات ، في لقاء عقد بين علماء من المملكة العربية السعودية ، وبعض كبار رجال القانون الأوروبيين .
فمنذ أكثر من عشرين عاما ، أبدى بعض كبار رجال القانون والفكر في أوروبا ، عن طريق سفارة المملكة العربية السعودية في باريس ، رغبة في الاجتماع بعلماء من المملكة العربية السعودية ، للتعمق في مفاهيم حقوق الإنسان في الإسلام .

ونظمت وزارة العدل في المملكة خلال شهر صفر 1392 هـ ( مارس 1972م ) ندوات ثلاثا ، حضرها من المملكة معالي وزير العدل ، وعدد من العلماء وأساتذة الجامعات .

ومن الجانب الأوروبي أربعة من أساتذة القانون الكبار :

الأول : وزير خارجية إيرلندا السابق ، والأمين العام للجنة الأوربية التشريعية .
والثاني : من المستشرقين ، ومن أساتذة الدراسات الإسلامية .
والثالث : من أساتذة القانون العام ، ومدير المجلة الدولية لحقوق الإنسان ، التي تصدر في فرنسا .
والرابع : من كبار المحامين في محكمة الاستئناف في باريس

وفي وثائق الندوة ، أن الجانب الأوربي طرح مسائل عدة ، كان يعتبرها من جانبه من المسائل الحساسة ، ولكن الجانب السعودي استقبلها بترحاب ، وأبدى استعداده للإجابة عليها .

وموجز هذه المسائل :
أولا : أن المملكة العربية السعودية ، تتخذ القرآن الكريم دستورا لها وأصلا لقوانينها ، وقد نزل القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا ، وهو ما يراه الجانب الأوروبي جديرا بالملاحظة .
ثانيا : ما نزل به القرآن من عقوبات الحدود ، كالقتل والقطع والجلد .
ثالثا : قضية المرأة .
رابعا : مسألة حظر التنظيمات النقابية ، وعدم وضع دستور ( نظام حكم ) .
وتساءلوا ، عما إذا كان يوجد في المملكة محاكم استئناف ، وهو ما يعترض على عدم وجوده رجال القانون في العالم المعاصر .

كانت إثارة هذه المسائل ، فرصة للجانب السعودي ، أن يبرز المفاهيم الإسلامية الصحيحة أمام الأساتذة الأوروبيين .

وكان ذلك عملا دعويا متميزا .

وفي هذا اللقاء لشرح علماء المملكة مفهوم الدين عند المسلمين وعند غيرهم ، وميزوا فيه بين القواعد العامة الثابتة في الشريعة الإسلامية ، وبين الأحكام الجزئية والتفصيلية فيها ، وكشفوا عن أن الشريعة ، تحفظ المصالح الحقيقية للعباد في مضمونها وقواعدها ، وبينوا أن العقوبات الحدية على جرائم خطيرة وقليلة ، هي سياسة جنائية حكيمة تحفظ أمن الناس ، وتقلل إلى أبعد حد من انتشار الجريمة ، والاستهانة بأرواح الناس وأعراضهم وأموالهم .
هذا العمل الدعوى المهم ، الذي قام به علماء ودعاة مؤهلون ، لمواجهة فكر يتعارض مع أصول الدين الإسلامي وشريعته وقيمه ، كانت نتيجته ، أن أبدى الجانب الأوروبي إعجابه بما سمع عن الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان فيها .

وقال رئيس الوفد المستر ماك برايد : ( من هنا ومن هذا البلد الإسلامي ، يجب أن تعلن حقوق الإنسان لا من غيره ، وأنه يتوجب على العلماء المسلمين أن يعلنوا هذه الحقوق المجهولة على الرأي العام العالمي ، والتي كان الجهل بها ، سببا لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين والحكم الإسلامي ) .

كما قال أحد أعضاء الوفد : ( بصفتي مسيحيا ، أعلن أنه في هذا البلد ، يعبد الله حقيقة ، وأنه يوافق السادة العلماء ، في أن أحكام القرآن في حقوق الإنسان بعد أن سمعها ، ورأى الواقع في تطبيقها ، تتفوق بلا شك على ميثاق حقوق الإنسان ) .!!

لقد ظهر في هذه الندوات جانب من الطابع المميز للنظر الإسلامي ، في موضوع حقوق الإنسان .

ثانيا : إن أي حق للإنسان في الإسلام باعتباره آدميا

إنما يكون نتيجة لما تقرر في الأحكام الشرعية ، التي وردت في القرآن أو السنة النبوية ، وليس نتيجة تطور اجتماعي أو سياسي ، كما هو الحال في التفكير الغربي ، الذي بدأ يعرف ما يسمى بحقوق الإنسان في العصر الحديث ، بعد تطور طويل ، ونمو في الدراسات القانونية والاجتماعية والسياسية .
لقد ورد النص في القرآن الكريم على تكريم بني آدم . يقول الله تعالى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } ( سورة الإسراء ، الآية 70 ) .
وبعد ذلك بقرون طويلة ، تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نفس اللفظ ، إذ تبدأ ديباجة الإعلان بالاعتراف ( بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية ) .

ثالثا : حقوق الآدمي في الإسلام : -

ولفظ الآدمي بذاته ينفي كل تفرقة تقوم على العرق أو اللون- وردت جزءا من الشريعة الإسلامية ، وترتبط ارتباطا وثيقا بالبناء العقدي والأخلاقي فيه .
فحقوق الآدمي ، مضمونة بالنصوص الشرعية التي تنص على الحق ، وعلى ضماناته ، بل وعلى الجزاء المقرر عند انتهاكه .
فالحق في الحياة مضمون : { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } .( سورة الأنعام ، الآية 151 ) .

والجزاء مقرر عند انتهاك هذا النص :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى } ( سورة البقرة ، الآية 178 ) .
وهو جزاء يوقع بشروط شرعية دقيقة مفصلة في كتب الفقه ، وهي شروط تضمن حق المجتمع وحق الفرد معا.
وكذلك فإن الحق في التكافل الاجتماعي منصوص عليه في قول الله تعالى : { فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } ( سورة المعارج ، الآيتان 24 ، 25 )

وفريضة الزكاة ، وهي ركن من أركان الإسلام ، بينت وحددت الأموال التي تخصص لتحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي ، وبين الله تعالى في القرآن الكريم ، الفئات التي تستحق أن يوفر المجتمع سبل معيشتها في قوله تعالى
: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ } ( سورة التوبة ، الآية 60 ) .
وهكذا في حقوق الآدمي التي وردت في الشريعة ، كالمساواة بين الناس .

إذ جعل القرآن الكريم معيار التفاضل بين الناس ، هو التقوى ، وهي خشية الله تعالى ، والالتزام بالعمل الصالح ، كما في كتاب الله ، وسنة نبيه ، نتيجة هذه الخشية :
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ( سورة الحجرات ، الآية 13) .

وحظر الإسلام تفاضل الناس على أساس العرق واللون .

وعندما قال أحد الصحابة لرجل مسلم : ( يا ابن السوداء ) وصف الرسول- صلوات الله عليه وسلامه- هذا القول بأنه يدل على جاهلية ، أي على معايير وقيم سابقة على الإسلام ، لا تصلح إلا في مجتمعات التخلف والجهل ، ووضع الصحابي الجليل خده على الأرض طالبا ممن أساء إليه بقوله أن يعفو عنه .

رابعا : لم تكن كرامة الآدمي في الإسلام ، منذ نزول القرآن ، شعارا عاما

بل كانت نظاما تشريعيا داخلا في البناء العقدي والأخلاقي الإسلامي ، وأهم ما يميزه أنه يستند إلى نظرية عامة في هذا البناء .
إن كرامة الإنسان ، وهي الحق الأصيل والمهم من حقوق الآدمي ، تستند في الإسلام إلى جملة أسباب ، من أهمها :

أن الإنسان هو أكرم المخلوقات ، وأنه الكائن الذي تشرف بأن سواه الله بيده :
{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } ( سورة الحجر ، الآية 29 ) .
وعلمه الأسماء كلها :
{ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } ( سورة البقرة ، الآية 31 ) .
والآيات في القرآن الكريم تدل على أن الإنسان أقوم المخلوقات ، من حيث أصل الخلقة وصورتها يقوله سبحانه : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } ( سورة التين ، الآية 4 ) .
وإن كان هذا الإنسان ضعيفا بحسب خلقته : { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } ( سورة النساء ، الآية 8 ) .
لكنه المخلوق الذي له إرادة وعقل ، وهو الذي سخر الله له ما في السماوات والأرض : { وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ } ( سورة الجاثية ، الآية 13 ) .
وفي العديد من الآيات في كتاب الله الكريم ، ذكر تسخير الله البر والبحر والنبات والحيوان لخدمة الإنسان ، بل إن الكون في سيره وانتظامه في الليل والنهار ، ودوران الشمس والقمر والنجوم والكواكب في أفلاكها ، إنما هو مظهر لنعم الله على الإنسان ، وآية من آيات قدرته .

فالكرامة التي وهبها الله لبني آدم ، ليست شعارا ، ولكنها بناء أصيل في الإسلام ، له مؤيداته وشواهده في كثير من نصوص الكتاب والسنة .
إنها كرامة الإنسان حين يولد ، وكرامته في العيش ، وكرامته حين يموت .
فالإنسان في الإسلام ، نعمة لأبويه حين يولد ، ونفس بشرية تستحق أن تحيا ، وتنال حقوقها في المجتمع الإنساني ، وهو يكرم حين يموت ، فيغسل ويصلى عليه ، ويدعو له الناس بالرحمة والمغفرة ، ويحظر الإسلام ، أن يمس جسد الإنسان إلا بحق ، ويحرم التمثيل بجسد الإنسان حتى وهو ميت لا يشعر بشيء ، وينهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كسر عظام الميت ، احتراما لتلك الكرامة التي وهبها الله للآدمي منذ مولده وفي مسيرة حياته ، وحتى بعد موته .


فعن عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « كسر عظم الميت ككسره حيا »

فالإسلام وحده ، سبق إلى تقرير تلك الكرامة قبل مواثيق البشر في صورة كاملة للكرامة الإنسانية ، يعرفها المسلمون منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام .
وهذا التكريم الإلهي ، عام لكل الناس ، بغض النظر عن العرق واللون والوضع الاجتماعي .
وقد نظمت الشريعة حقوق المعاهدين ، بحيث تكفل لهم حق الحياة وحرمة النفس والبدن والعرض والمال ، ما داموا قائمين على العهد في المجتمع الإسلامي ، أو كانوا مسالمين خارج المجتمع الإسلامي .
وتفصيل ذلك في آيات القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وما يبنى عليهما من بيان وتفصيل واجتهاد في كتب الفقه الإسلامي .


رجائى أيها الأخوة الأحباب أن يقرأ الموضوع بعناية حتى نستشعر نعمة الله علينا فى أن أوجدنا وآباءنا على الفطرة السليمة على هذا الدين القويم
ونزداد تمسكا بالحق الذى معنا وندعوا إليه بإخلاص وتجرد وحب لعل الله يفتح لنا قلوب العباد والبلاد فنعبد الناس جميعا لرب العباد.



لا تنسونا من دعوة صالحة صادقة بظهر الغيب
أحبكم فى الله


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




حقوق الإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقوق الإنسان   حقوق الإنسان Emptyالأربعاء 24 فبراير 2010 - 14:52

بارك الله فيك يا دكتور احمد انا شفت الموضوع وقرأته ، بس محتاج أرجع أقرأه مرة أخرى

الموضوع جميل جداً بارك الله فيك وجزيت عنا خيراً

لى عوده ان ان شاء الله


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقوق الإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عجائب مكونات جسم الإنسان
» عندما يعرق الإنسان بسبب الرياضة
» فضيحة: الإنسان والسرطان@@(( كيف تكتشف وتعالج السرطان ))
» أدخل الى جسم الإنسان(3d) و تفحص كل شيئ بداخلة بهذا البرنام
» لماذا لا يضحك الإنسان عندما يدغدغ(يزغزغ) نفسه؟؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شباب النهضة :: معا الى الجنة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: