مركبة الفضاء أبوللو 13

الثالث عشر من نيسان عام 1970 مزاج مهندسي الفضاء في مركز قيادة هيوستين التابع للناسا يمكن أن يوصف بالهادئ.
مهمة "أبوللو" ثلاثة عشر كانت قد انطلقت إلى الفضاء بنجاح من مركز كيندي الفضائي في الساعة الثاني وثلاث عشرة دقيقة من بعد ظهر الحادي عشر من إبريل نيسان.
كانت الرحلة تسير وفق البرنامج مع رواد الفضاء جيمس نوفل كقائد وجونس ويجارت كربان المركبة وفريد هاينس كربان المركبة القمرية، وهم يقومون بتسلية الطاقم الأرضي بالمنظر الغريب الذي يقدمونه لهم وهو يمثل الطريقة التي يقفون بها في كبسولتهم الفضائية.
وسط التعليمات الروتينية "جاكلوزما" الذي كان يرأس الطاقم الأرضي نادى "سويجارت" ليحرك صهاريج الأكسجين، لم يكن يبدو أي شيء غير طبيعي "سويجارت" أجاب: " حسناً ابق على السمع" فجأة "سويجارت" يتمتم بتلك الكلمات المصيرية " ويستين لدينا مشكلة" .
على الفور أصبح الطقم الأرضي كامل اليقظة، بينما أجاب لوزمة ابقوا على السمع "أبوللو" 13.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نحن ننظر إلى المسألة لنعد إلى الحادي عشر من نيسان أبريل يوم الانطلاق التحضيرات للرحلة كانت وقف المخطط، قائد الطاقم جيم لوفل ملاح في ثلاث مهمات سابقة وقد دار حول القمر ليلة عيد الميلاد عام 1968 على متن ""أبوللو" ثمانية" لقيادة المركبة القمرية فريد هايز تولى المهمة للمرة الأولى، جاك سويجرت ربان المركبة قبل ثلاثة أيام كان جالساً إلى صفوف طاقم الطوارئ ولكنه حل الآن مكان "كين ماتنجلي" فقد انسحب ماتنجلي من المهمة؛ لأنه أصيب بالحصبة الألمانية، سيشاهد الانطلاق من مركز القيادة في هيوستين.
مهمة "أبوللو" ثلاثة عشر كانت مهمة تقتضي الهبوط على سطح القمر وهي عبارة عن مركبة قيادية مؤلفة من جزأين تدعى أوديسي ومركبة قمرية ذات جزأين تدعى أكواريوس، ونتيجة الحادثة لم تستخدم ولا واحدة من المركبات بالطريقة الأصلية التي كان من المفترض أن تستخدم بها.
سارت عملية الانطلاق بهدوء أما "ماتنجلي" فكانت مشاعره مختلطة بينما يشاهد الانطلاق السريع من ناحية شعر بالسرور؛ لأن زملائه كانوا في طريقهم سالمين بينما في الناحية الثانية كان يشعر بخيبة أمل كبيرة؛ لأنه لم يكن جزءاً من الفريق خلال الانطلاق محرك المحطة الثانية الداخلي توقف في وقت مبكر بسبب وفرة الذبذبات الطولية، بالرغم من ذلك مسار المركبة كان شبه طبيعي بعد دخولها المدار الفلكي كونها الرحلة الثالثة الموجهة للهبوط على سطح القمر كان ل"أبوللو" ثلاثة عشر جدول من النشاطات المبرمجة بالإضافة إلى نشاطات على سطح القمر كاختبارات وأخذ العينات والتصوير.
أهداف "أبوللو" ثلاثة عشر الفوتوغرافية كانت الحصول على صور مجسمة عمودية ومائلة لمناطق في سطح القمر ذات أهمية علمية ولالتقاط الصور للمركبة القمرية ومركبة القيادة، لكن أولاً: كان على "أبوللو" ثلاثة عشر الابتعاد عن مدار الكرة الأرضية والاتجاه نحو القمر ثم التحرر من المرحلة الثالثة والالتصاق بالمركبة القمرية أكواريوس في مركز قيادة المركبة "أوديسي" "جاك سويجارت" يقول لقيادة "هيوستين": إن التصاق المركبة كان قوياً يتم فصل أكواريوس من مرحلة زحل الثالثة "إل إس أربعة بي" و "سويجارت" يؤكد بارتياح أن باستطاعته رؤية الصارخ وأن "أوديسي" "وأكواريسو" حالياً متجهتان نحو القمر.
بعد خمس وخمسين ساعة وثلاث وخمسين دقيقة وثمان عشرة ثانية من بدء الرحلة كلمات "سويجارت": "حسنا يوستين لدينا مشكلة" بعثرت الهدوء الذي كان مسيطراً في مركز قيادة "هيوستين"، بدأ التقنيون تحديد ما تبين لهم من خلال مقياس البعد، في صهريج الأكسجين رقم واحد المراوح تعمل في صهريج الأكسجين رقم اثنين الضغط ينخفض، في نظام التحكم بالموازنات تشويش كهربائي يشير إلى قصور في الطاقة.
يبلغ "سويجارت" عن سماع ضربة عنيفة، صهريج الأكسجين رقم اثنين الضغط ينخفض، وهناك زيادة في وعاء الوقود الثالث، صهريج الأكسجين رقم اثنين الكمية تنقص من مقدار الكامل في غضون ثانيتين وتصبح ثلاثة فاصل خمسة وسبعين بالمائة، صهريج الأكسجين رقم اثنين الحرارة بدأت ترتفع بسرعة، نسبة تدفق الأكسجين إلى أوعية الوقود الثلاثة بدأت تنقص، نسبة ضغط صهريج الأكسجين رقم اثنين وصلت إلى الحد الأقصى، كل هذا حصل في غضون دقيقة من إنذار سويجرت لمركز القيادة الأرضية في "هيوستين".
وكالات الأخبار بدأت تروي القصة وأصبح العالم على اطلاع أن هيوستين تواجه مشكلة، وأن عطلاً خطيراً يهدد الهبوط على سطح القمر، وبالعودة إلى مركز قيادة المهمة يراقب المهندسون التطورات الجديدة على متن "أبوللو" ثلاثة عشر، التغيرات في نسب نظام التحكم بالموازنة بدأت، والآن الضغط في صهريج الأكسجين رقم واحد انخفض، انطلق جهاز الإنذار ليعود ويتوقف بعد ست ثوان، كل المؤشرات تدل على أن صهريج الأكسجين المبرد رقم اثنين فقد الضغط أثناء هذه الفترة الزمنية.
ضغط النيتروجين في وعاء الوقود الأول منخفض الآن مشيراً إلى الإخفاق، من الناحية الإيجابية مقياس الأبعاد يعمل مجدداً لكن حرارة صمامات المحرك الداثر بدأت ترتفع، مجموع تيار أوعية الوقود خمسة عشر أمبير أعلى من القيمة النهائية التي سبقت فقدان مقياس الأبعاد، نسبة التيار العالية تستمر لتسعة عشر ثانية، مؤشر الضغط في صهريج الأكسجين رقم اثنين يشير إلى أنه منخفض وفقاً لمقياس البعد الذي يعمل مجدداً، وهذا يدل على إخفاق الجهاز.

ضغط صهريج الأكسجين رقم واحد يبدأ بالانخفاض، نسب ضخ الأكسجين إلى وعائي الوقود الأول والثالث بنت من الصفر بعد انخفاضها لسبع ثوان الحرارة السطحية لصهريج المركبة، المؤكسد في الحجيرة رقم ثلاثة بدأت بالارتفاع وكذلك حرارة صهريج الهيليوم الخاص بنظام المركبة الداثر، أطلق جهاز الإنذار مرة أخرى بسبب تدفق كمية كبيرة من الهيدروجين إلى وعاء الوقود رقم اثنين، المهندسون الفضائيون كانوا يائسين لكشف سبب الحادثة وما مدى تأثيرها على باقي مسار الرحلة؟
آخرون كانوا يحددون نسبة الوقت المتوفر لديهم لاتخاذ قرار عملي، أحد صهريجي الأكسجين كان فارغاً والثاني ينخفض بسرعة، تقع "أبوللو" ثلاثة عشر وصل إلى نتيجة وحسب كلمات "لوفل" كان فعلاً في مأزق كبير، استنتجوا أن الطريقة الوحيدة لنجاتهم كانت في التحول إلى المركبة القمرية، مركز القيادة الأرضي بدأ يشاطرهم فكرتهم تلك مع إدراك أنه موقف من أصعب المواقف التي واجهت الناسا، انتقل رواد الفضاء إلى المركبة القمرية بموجب تعليمات تفرض عليهم أن يصونوا الطاقة المتوفرة لديهم قدر المستطاع.
تمت الحادثة على بعد مائتي ألف ميل من الأرض، "لوفل" "سويرجرت" و "هايز" كانوا مستقلين الآن المركبة القمرية الموصولة بمركبة قيادة لا حياة لها، بدأت مركبة "أبوللو" ثلاثة عشر مهمة استكشافات علمية لكن بقاءها الآن على المحك.
بما أن مركبة القضاء كانت فعلياً ميتة باستثناء الأكسجين والطاقة المخزنة للعودة إلى الأرض كان عليهم إيجاد موقع المدرج الإرشادي على القمر الذي صمم لأكواريوس من أجل الهبوط فيه والإقلاع منه، الأمر الحاسم في هذه الخطة هو إحراز محاذاة صحيحة مع مدرج المركبة القمرية، فدون تحديد أكيد لموقع المركبة الفضائية كان من المستحيل معرفة كيفية تشغيل محركات تلك المركبة، بسلك المسار الصحيح للرجوع إلى الأرض.
لدخول المدار الصحيح حول القمر خرج الطاقم من نطاق المسار الذي كان سيعيدهم أوتوماتيكيا إلى الأرض، كان عليهم إيجاد وسيلة لسلك مسار آمن من أجل العودة إلى الكرة الأرضية، كان على رواد الفضاء أن يشعلوا المحرك يدويا بعملية ثلاثية.
مسؤولية "سويجارت" هي توقيت الاشتعال ومتى توقيفه، ومسئولية "هايز" كانت مناورة القذف، أما "لوفل" فاهتم بمناورة التمهيد بالإضافة إلى تشغيل المفتاح الذي يوقف المحركات، كانت لحظة حاسمة على الأرض؛ لأن قادة المهمة سمحوا للطاقم أن يقوم بالاشتعال اليدوي، بعلامة ارتياح سمع المهندسون قائد المهمة يقول: تبدون بحالة جيدة، وعندما أكد "لوفل" تعليق العمل ذاتيا كانت قد حلت المشكلة الأولى.
"لوفل" "سويجارت" و "هايز" عادوا إلى الطريق المؤدية إلى الكرة الأرضية لكن ثمة مشاكل عديدة أخرى ينبغي حلها، من مبنى في مركز "هيوستين " المركبات الفضائية البشرية عاين الاختصاصيون بجهد لإعادة استرجاع الطاقة إحدى أكبر المشاكل كانت الأشياء المستهلكة هناك كميات كافية من الطعام والشراب لكن في الفضاء ثمة عوامل أخرى كالأكسجين للتنفس والطاقة الكهربائية لإبقاء المركبة الفضائية حية، والماء لتبريد المعدات وعدم توقفها عن العمل.
حتى الآن الطاقم الأرضي واثق من أن كل شيء كان تحت السيطرة ومهمة الإنقاذ كانت في طريقها الصحيح مدار "أبوللو" ثلاثة عشر يأخذهم الآن إلى ما وراء القمر لكن قبل حدوث ذلك كان يجب أن يؤخذ قرار حاسم في أي مكان يحطون، اتجاههم الحالي يأخذهم إلى المحيط الهندي حيث عملية الإغاثة الصعبة، اشتعال يجعلهم يعودون إلى بلادهم بطريق أسرع يأخذهم إلى المحيط الهادئ بحيث قوات الإغاثة تكون أقرب إليهم، واشتعال يجلبهم إلى بلادهم بطريقة أسرع من السابقة وتأخذهم إلى جنوب المحيط الأطلسي ولكن بعيداً عن قوات الإغاثة فتقرر إرسالهم إلى المحيط الهادئ.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"أبوللو" ثلاثة عشر مرت على بعد مائة وسبعة وثلاثين ميلاً من القمر بعد وقت قصير من انفصال "أبوللو" ثلاثة عشر عن مرحلة زحل الثالثة أرسل ذلك الجزء من الصاروخ باتجاه القمر قوة الصدمة سيسجلها مقياس الزلازل الذي بقي من "أبوللو" اثني عشر.
تم تسجيل قوة الصدمة بنجاح، علماء الطاقم الأرضي أخبروا رواد الفضاء أن الصدمة كانت ضخمة، وكان الجواب من "أبوللو" ثلاثة عشر نحن مسرورون من أن مركبتنا القمرية لم تثر صدمة قوية أيضاً.
للمحافظة على الطاقة الكهربائية والمياه المبردة أوقف الطاقم تشغيل كل الأجهزة باستثناء الأجهزة الأساسية للمركبة القمرية.
قائد الطيران "أولجين كرانز" كان على ثقة تامة أن المركبة القمرية ستتمكن من إعادة الطاقم إلى الأرض، وكما أشار إلى الصحفيين آنذاك أن المركبة القمرية طالما قامت بأكثر من المطلوب منها في الاختبارات، والآن أداؤها القياسي يبشر بعودة رواد الفضاء سالمين.
مهندسو الطاقم الأرضي اكتشفوا أنهم يمكنهم استخدام أقنعة الغاز من المركبة القيادية على الأرض شكلت وسيلة من مواد عرف المهندسون أنها متوافرة للطاقم على متن المركبة القمرية هي ورق مقوى أكياس بلاستيكية ورباط، بعد التحقق من فعالية الاختراع الفوري أرسلت التفاصيل الترتيبية إلى "أكواريوس" تمكن رواد الفضاء من جمع اثنتين من الأدوات البديلة وفي غضون ساعة لاحظوا تدنيا ملحوظاً في نسبة ثاني أكسيد الكربون، بعد اشتعال صغير في المحرك لتصحيح وجهة مسارهم تخلص الطاقم من المركبة المعطلة.
أثناء ابتعاد المركبة ذهل رواد الفضاء لرؤية أن جانباً من المركبة قد انفجر، والآن كان عليهم الرجوع إلى "أوديسي" للتخلص من "أكواريوس" قبل دخولهم الغلاف الجوي كلمات "لوفل" العاطفية صنعت في حجرة القيادة إلى اللقاء أكواريوس وشكراً.
"ليفل" "سويجارت" و "هايز" كانوا في المرحلة النهائية من رحلتهم الحافلة بالمخاطر القلق في "هيوستين" كان جلياً خلال فترة الرجوع المبهم إلى الأرض، وبعدها الأصوات المتقطعة للطاقم تبعها صورة مرئية على شاشة التلفزيون العملاق في مركز القيادة بينما وقف أفراد الطاقم الأرضي للتصفيق لعودة رواد الفضاء الثلاثة.
في السابع عشر من أبريل نيسان عام 1970 في الثانية عشرة وسبع دقائق وأربع وأربعين ثانية ظهراً حسب التوقيت المركزي القياسي هبط طاقم "أبوللو" ثلاثة عشر في المياه على بعد أربعة أميال فقط من سفينة الإغاثة.
"لوفل" "سويجارت" "هايز" تلقوا استقبال الأبطال رئيس الجمهورية آنذاك "نيكسون" كان أول المتصلين لتهنئتهم على رجوعهم سالمين.
قال "نيكسون": إنه بينما يعتبر البعض أن الرحلة فشلت يعتبر هو أن الرحلة ناجحة، ثم قال لهم : " إن مهمتهم خدمت بلادهم وذكرت الجميع بتراث أمتهم ولتذكير الجميع أنه في عصر التقنيات والمعجزات العلمية هذه مازال للإنسان قيمة وأنه في أثناء المحن شخصية رجل أو رجل وامرأة تبدل الأمور.

شكرا يا ميوى

الموضوع ده اسلوبه حلو حسسنى انى عايشة الاحداث معاهم