السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم فتحت الدكتورة دينا موضوع الحب في الاجتماع
حبيت انقل ليكم هذه القصة عن دكتور صلاح شفيع
وهو ذلك الشخص الذي علمني الحياة
ورسخ في جوانب روحي مبادئها
غير ان له الفضل في تعليمي الكتابة
اسم القصة
ابراهيم سميحة
********
طريق ثابت يدربه منذ فترة، هادئ ين المتر والمتر شجرة فتية ظليلة ،
تتعانق الغصون فتصنع اريكة للشمس ،يمشي فيه الي بيت الحبيبة في صلاة يومية صامتة،
يجلس قبالة بيتها كل عصر ويعود مع الغروب .
هذه المرة لا يجد اشجارا ، بل الاشجار مكانها ،ولكنها ممدده صريعة ،
يمكعن النظر في الشجر ، يجدها تحمل جوه رجال في مثل عمره ، يهبط علي ركبتيه ، يمسك
يد احدهم ، يجد في كفه قلبا وسهما واسمين ، قد قتلهما الحب الذي يخرجه من بيته كل
يوم ، وكأنه ذاهب لحتفه ... يكاد لايرى امامه تتعثر قدمه ..ينظر الي موقعها،
يلحظ شيئا يلمع تحت التراب ، ينحني، يزيح التراب ، يجد حجرا مكتوب عليه
بضع كلمات : _هو... قضيته هي ... وهي تزوجت...، وعلي الوطن السلام ...."
ينهض عن الحجر المكتوب ، يرفع وجهه ،
فيجد مرآة مكبرة ، يروعه منظره في المرآة
، يصرخ :"هذا ليس انا..هذا رجل مغيب ... عيناه ليست في وجهه..."
تختفي المرآة ، واجد نفسي فجأة في
فصلي بالمدرسة ، والمدرس تلو الآخر يدخل إليّ ، أسماء غريبة : قيس ليلي..قيس
لبني..كثير عزة...أنا تلميذهم البار ... إبراهيم سميحة ....
يهبط الظلام فوق المكان ، الطريق
مرحش بقتلاه ، يقولون : " إن امرأة اسطورية تسكن المنطقة ، تفترس من يمر،
وتحوله إلي شجرة ..." .
يسير ببطء وخوف ، يتوقع بين لحظة
وأخري خروج الوحش له ، الطريق طويل لا ينتهي ، وعلامات الطريق تهدمت ، وكأنه في
متاهة ، وقد ارتفعت امواج الظلمة حتي عنقه ، أقدامه ثقيلة ، يتصنع الشجاعة...
فجأة يجد نفسه وجها لوجه معها ، ليست
وحشا كما يقولون ، بل جميلة كالخمر يجري ورائها ، لا تحفل به ، يلازم يتها ، لا تنظر إليه ، ينشدها الشعر ، تهز كتفها ،
يركع علي ركبتيه ، تدير وجهها عنه....
يأتي فارس اسود ، ينظر اليها ثم
يمضي، تجري ورائه ، تتعلق بالحصان ، يحملها وينطلق ، ....ويتركني ..تتملكني الغيرة
منه ...اخلع ملابس قيس ...وارتدي ملابس عنترة....
يظهر القمر ...، يبدد الظلمة ،....
ويكشف فتحة الخروج من المتاهة .....